ما الفرق بين الأنشطة المدرسية و الحياة المدرسية؟

ما الفرق بين الأنشطة المدرسية و الحياة المدرسية؟


ما الفرق بين الأنشطة المدرسية  و الحياة المدرسية؟

مفهوم الحياة المدرسية

الحياة المدرسية هي تمثيل مصغر للحياة الاجتماعية في الأماكن والأوقات المناسبة، ويتم التركيز فيها على تطوير شخصية التلميذ بالكامل من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة التفاعلية التي تديرها أعضاء هيئة التدريس والإدارة، بالتعاون مع العديد من الشركاء.

. تشمل الحياة المدرسية جميع جوانب التعلم من الدراسة والراحة والطعام، بالإضافة إلى الفصول الدراسية والساحات والملاعب الرياضية والنزهات التعليمية. الحواس المعرفية والوجدانية والحركية لشخصياتهم، مع ضمان المشاركة الفعالة والكفؤة لجميع الأطراف المعنية (المتعلمين، الأساتذة، إدارة المدرسة، مديري التوجيه التربوي، أولياء الأمور، الشركاء المؤسسيين، الخ). ومن ثم، تحاول الحياة المدرسية تحقيق التعليم من خلال مجموعة متنوعة من الأبعاد والأساليب والمناهج والمساهمين، كل ذلك في إطار رؤية توافقية مشتركة بين جميع الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة في نظام التعليم على المستوى المدرسي.

 

تنفتح المؤسسة على بيئتها الخارجية باعتبارها امتدادا طبيعيا يساهم في التدريس التربوي وتنفيذ خصوصيات النظام التعليمي، دراسة تطبيقات الناس وتنمية كفاءاتهم ومؤهلاتهم للمشاركة الفعالة في الحياة، مع الحفاظ على الرسالة التعليمية وخبرة المؤسسة التدريبية. توفر المدرسة في المقام الأول الكفايات والقيم التالية:

- القدرات الإستراتيجية والتواصلية والمنهجية والثقافية والتكنولوجية. ويمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات: مهارات النمو الشخصي، والمهارات التي يمكن استثمارها في التحول الاجتماعي، والمهارات التي يمكن تبادلها في القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.

يركز التعليم على القيم الإسلامية والإنسانية، والمواطنة، وحقوق الإنسان، والمثل العالمية. ويهدف أيضًا إلى تطوير أفراد مستقلين ومتوازنين يمكنهم اتخاذ مواقف مناسبة في المواقف المختلفة.

 

المؤسسة التعليمية هي الفضاء الذي تتبلور فيه الإستراتيجية التعليمية المنشودة، كما أنها حلقة وصل ضمن الحلقات الأساسية لتحقيق قضايا الجودة، والمساهمة في عملية التجديد، ومواجهة تحديات أجرأة الرؤية الإستراتيجية لمنظومة التعليم على مستوى المؤسسة التعليمية وذلك من خلال إتقان مختلف مجالات الحياة المدرسية من خلال تفعيل الآليات وحشد كافة الإمكانات المادية والبشرية. خلق بيئة تعليمية تعزز الإنجاز والإنتاج والابتكار مع دمج الحكم الرشيد وتعزيز المواطنة وحقوق الإنسان.

 

مجالات الحياة المدرسية

تتكون الحياة المدرسية من خمسة مجالات رئيسية:

- المواطنة وحقوق الإنسان

- الأنشطة الاجتماعية والتعليمية والفنية.

- التعليم من أجل التنمية البيئية والمستدامة

- التنظيم المكاني والزماني للمنشآت.

لتلبية متطلبات المتعلمين في نهاية الوحدات التعليمية واكتساب المهارات المحددة في البرنامج، يجب على المدرسة أن تأخذ على عاتقها أدواراً جديدة وتقدم خدمات تعليمية وفق مفهوم التعليم الحديث، مع مراعاة التميز الفريد و احتياجات جميع فئات المتعلمين، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة. وقد حدد الميثاق الوطني للتربية والتكوين بعض صفات المدرسة الوطنية المغربية الجديدة.

 

شروط تحقيق بناء مدرسة حديثة

لتحقيق هدف بناء مدرسة حديثة، يشترط:

- ابتكار منهج للأنشطة التعليمية المختلفة، بالإضافة إلى تقييم الخلايا المرتبطة مباشرة بالمسابقات العالمية.

- تحديد أصول مختلف الفاعلين والشركاء ذوي الصلة بالبيئة المدرسية.

- إيجاد الطرق المناسبة لتنشيط الحياة المدرسية وتحسينها. ويجب على المدرسة أن تقوم بمسؤولياتها التربوية والمؤسسية والفنية في ظل العلاقة القوية بين الحياة المدرسية والحياة العامة، وما يفرضه ذلك من تفاعل واستجابة للمتغيرات الاقتصادية والقيم الاجتماعية والتطورات المعرفية والتكنولوجية.

 

 ترتكز المهام التنظيمية والاجتماعية على مكونات مختلفة، من أهمها:

- تنمية مهارات التفكير النقدي، بما في ذلك الفهم والتحليل والمناقشة الصريحة، والتعبير عن آراء الآخرين واحترامها.

- التثقيف بالممارسات الديمقراطية وترسيخ التوجه الحداثي والديمقراطي.

- الحفاظ على النمو المتوازن للحواس العقلية والنفسية والعاطفية والحركية.

- تحسين المواهب و القدرات والمهارات أثناء إنشاء المشاريع الشخصية.

- إظهار التعبيرات السلوكية الإيجابية والسلوك الجيد تجاه جميع أصحاب المصلحة في الحياة المدرسية.

- الاستمتاع بحياة التلاميذ وحقهم في المرور بمراحل الطفولة والمراهقة والشباب من خلال المشاركة الفعالة في الأنشطة المدرسية المختلفة وإدارتها.

- جعل المتعلم في مركز الاهتمام والتفكير والفعل.

- جعل المدرسة بيئة خصبة للتعبير عن الدوافع الإبداعية واكتساب القدرات في المواد الدراسية المتنوعة.

 - تنشيط جوانب المؤسسة الثقافية والعلمية والرياضية والفنية والإعلامية.

- جعل الحياة المدرسية، وعمل المتعلم اليومي بشكل خاص، مصدراً لمتعة النجاح الجاد.

- صيانة جميع مباني المؤسسة وتجهيزاتها لتوفير بيئة جذابة وممتعة.

- تنفيذ تقنيات المشاركة والجودة والتقييم.

- تنفيذ قياس النتائج وإدارة المشاريع.

 

تفعيل الحياة المدرسية

 إن مفهوم تفعيل الحياة المدرسية يستلزم أن تكون البيئة المدرسية ديناميكية ونشطة بشكل دائم. كما يعني ربط البيئة بواقع الحياة ومتطلباتها. ولم تعد العملية التعليمية مقتصرة على التلقين والشرح كما كانت في السابق. بل من الضروري إشراك المتعلم في المناقشة وشرح المحتوى الأكاديمي بطرق عملية تتيح له الوصول إلى المعلومات وتطبيقاتها على أرض الواقع. كما أن توبيخ التلاميذ وانتقادهم داخل الفصل لم يعد مفيدًا للعملية التعليمية والتربوية الشاملة.

نشأت فكرة تجديد الحياة المدرسية نتيجة للحداثة والضرورة. إن الصورة النمطية التي حكمت علاقة التلميذ بالدرس، وكذلك علاقات المدرسين يبعضهم البعض ومع مدير المدرسة أو المشرف التربوي، أدت إلى نتيجة تعليمية متخلفة تتميز بتخريج العديد من المتعلمين الذين يفتقرون إلى القدرات الإبداعية وغير القادرين على الإبداع و الاندماج في بيئة تعليمية أكثر انفتاحًا. إن مفهوم تجديد الحياة المدرسية لا ينطبق على التلاميذ فحسب، بل يشمل المدرسين أيضاً، الذين يجب عليهم تنمية قدراتهم وإطلاق طاقتهم المدفونة أثناء الدرس، ليصبحوا ركيزة لتلاميذهم ومؤثراً نافعاً في العملية التعليمية.

 

كيفية تفعيل الحياة المدرسية

 هناك العديد من الأساليب والآليات المستخدمة لتنشيط الحياة المدرسية، منها إزالة الصور النمطية التي تعيق تطوير العملية التعليمية وجعل العلاقة بين التلميذ والدرس أكثر مرونة مما يساهم في زيادة فهم التلاميذ ورغبتهم في التحصيل الدراسي. توفير كافة المواد اللازمة لتطوير العملية التعليمية، كالتمويل المستمر للشراكة بين المدرسة والعديد من المؤسسات الثقافية. وتشمل الأمثلة المسارح ومراكز الموسيقى، فضلا عن المؤسسات العلمية.

ومن شأن هذه المرحلة الكشف عن قدرات التلميذ وقواه العقلية في قطاع معين في وقت مبكر، فضلا عن تزويده بأساس متين لتنمية تلك الصفات. إزالة الموروث الاجتماعي (العادات والتقاليد) من البيئات التعليمية،حيث تحظى بعض التخصصات، مثل الطب والهندسة، بشعبية خاصة لأن المجتمع يقدر مؤهلاتهم. في حين أن التخصصات الأكاديمية ليست هي الطريق الوحيد للحصول على النجاح المهني. التركيز على تطوير جيل ناجح من الطلاب؛ فالمسألة ليست مرحلة دراسية عابرة، بل سنوات يكون فيها التلميذ ذخرا ثمينا في يد المدرس. ونتيجة لذلك، عليه أن يختار كلماته وعباراته بعناية، وأن يستخدم أفضل أسلوب تعليمي ممكن، بالإضافة إلى غرس الشغف والتفاؤل في نفوس تلاميذه في جميع الأوقات.

 

النشاط المدرسي

يُعرّف النشاط المدرسي بأنه الممارسات التعليمية التي تستغل الطاقات الكامنة لدى المتعلمين، وبالتالي تنمية مواهبهم، وذلك من خلال تناول كافة جوانب الحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة المتعلقة بالمواد الدراسية، أو تلك المتعلقة بالجوانب الاجتماعية، أو بالجوانب العملية مثل الرياضة، والموسيقى، مسرح.

 

أهمية النشاط المدرسي

للأنشطة المدرسية دور كبير في تشكيل شخصية التلميذ، لأنها تتوافق مع المواد الدراسية. يُنظر إلى النشاط المدرسي على أنه عنصر أساسي في المنهج الدراسي؛ وبدونها لا يمكن أن تتم عملية تعليمية فعالة. فهو يساعد على تعزيز تنمية الأخلاق الممتازة والمعاملة المناسبة والسلوك المستقيم. تعديل السلوك الغير اللائق. فهو يقلل من وقت الفراغ، فيتعلم الأطفال كيفية تنظيم وقتهم واستغلاله. يكشف عن ميول التلاميذ ومواهبهم، مما يؤدي إلى تنميتها. إعداد التلاميذ لمواجهة ظروف الحياة الحقيقية. تحسين قدرات التواصل لدى التلاميذ من خلال تعليمهم كيفية التعبير عن أنفسهم واحترام أفكار الآخرين. جذب التلاميذ إلى المدرسة . يعمل على تحسين صحة المتعلمين. يساعد الأطفال على اكتساب الثقة وتحمل المزيد من المسؤوليات. إن تحسن علاقة التلميذ بزملائه، وكذلك مع أساتذته، وأسرته، والمجتمع فإنه ينمي القدرات القيادية لدى المتعلمين.

 

الفرق بين الأنشطة المدرسية و الحياة المدرسية

الأنشطة المدرسية تعتبر جزءاً هاماً من المنهج الدراسي والحياة المدرسية، وهي تؤثر بشكل كبير على تطوير شخصية التلميذ وتهيئته لمواجهة التحديات في المستقبل. تلعب الأنشطة المدرسية دوراً في تعزيز الصفات الإيجابية مثل الصبر والإخلاص والاهتمام بالبيئة.
تُعَد الأنشطة المدرسية خطة تنظمها المدرسة وتعتبر وسيلة لإثراء المنهج الدراسي، وتتكامل مع البرنامج العام الذي يحدده مجلس الإدارة بالتنسيق مع المجلس التربوي وجمعية الآباء والشركاء الفاعلين في نظام التعليم.


تؤثر الأنشطة المدرسية بشكل إيجابي على أداء المتعلمين وتفاعلهم الاجتماعي، خاصة بالنسبة للذين يشاركون في تنظيمها بشكل مباشر. من خلال هذه الأنشطة، يكتسب المتعلمون  روح القيادة والجدية والاجتهاد ويتجهون نحو الإبداع والمشاركة الفعالة.


 
تلعب الأنشطة المدرسية دورًا في تشجيع مشاركة المتعلمين في الأعمال التطوعية وتعزيز الانتماء الاجتماعي. كما تساهم في حل مشاكل المتعلمين الاجتماعية والنفسية والتعليمية، وتساعد في اكتشاف مواهبهم وقدراتهم ، وتقليل العنف في المدرسة.كما يمكن للمتعلمين أيضًا من خلالها تخفيف التوتر والمشاعر السلبية بطريقة إيجابية. لذا من المهم الاستفادة من الأنشطة المدرسية لنشر الوعي والتثقيف في مختلف المجالات التعليمية والاجتماعية والصحية والبيئية، بجانب الأنشطة الدراسية داخل المدرسة.


تعتبر الأنشطة المدرسية مهمة لأداء وظائف تربوية ونفسية واجتماعية، حيث تقوم الوظيفة التربوية بإعداد المتعلمين للحياة من خلال التعليم، وأما الوظيفة النفسية فتهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس وتقليل مستوى القلق والاضطرابات النفسية. وبالنسبة للوظيفة الاجتماعية، تهتم بتوفير فرص للتعاون والتفاعل مع الآخرين وتعزيز العلاقة بين المدرسة والمنزل.

 

ومع ذلك ، لا تزال الأنشطة المدرسية تواجه صعوبات عديدة ، مثل نقص التمويل الذي يؤثر على الموارد المالية والبشرية ، وعدم قناعة بعض أولياء الأمور بأهمية مشاركة أبنائهم في هذه الأنشطة وتركيزهم فقط على الأداء الأكاديمي ، وعدم توفير ميزانية كافية ومناسبة للأنشطة المدرسية ، بالإضافة إلى ضيق الوقت واعتبار بعض الأساتذة هذه الأنشطة عبئًا إضافيًا وتصغير قيمتها، حيث يقلل بعضهم من أهمية الأنشطة المدرسية ويعتبرها إضاعة للوقت. للتغلب على هذه الصعوبات، يجب توفير الموارد الضرورية لتنشيط الأنشطة المدرسية وتوعية التلاميذ وأولياء الأمور بأهميتها وأهدافها النبيلة، وربط الأنشطة بالبرامج النموذجية والأهداف التعليمية، بالإضافة إلى التخطيط الجيد والمنظم بدلاً من الانفعال والتشتت