علوم التربية: المرجعيات النظرية و البيداغوجية للمقاربة بالكفايات

علوم التربية: المرجعيات النظرية و البيداغوجية للمقاربة بالكفايات


علوم التربية: المرجعيات النظرية  و البيداغوجية للمقاربة بالكفايات


أولا: المرجعيات النظرية للمقاربة بالكفايات.

يمكن إجمال أهم هذه النظريات في الآتي:

النظرية المعرفية، النظرية السلوكية، النظرية البنائية ، النظرية السوسيو بنائية،النظرية الجشطالتية، نظرية الذكاءات المتعددة، علم النفس الفارقي.

 

1- النظرية المعرفية:

يعد كانيي و طارد يف و نوفاك أهم روادها ، تعطي أهمية كبرى للعقل باعتباره قادرا على معالجة المعلومات.كما تولي أهمية أيضا لاستراتيجيات التعلم بما في ذلك التخزين و الاحتفاظ و الوعي . فحسب هذه النظرية ، فإن القيام بمهمة ما يقتضي تعبئة الموارد المخزنة بالعقل و تهيئيها للوصول إلى الحل، و أن وعي المتعلم بما يكتسبه يشكل حافزا له لتحقيق المزيد من التعلم .

 

2- النظرية المعرفية التكاملية:

تنسب هذه النظرية إلى رائدها جيروم برزنيز و التي يتم فيها التعلم على اعتمادا على الكفايات بما في ذلك التعلم بالاكتشاف ، التعلم من خلال الفعل ، التعلم الايقوني، التعلم الرمزي ثم صيرورة التعلم باعتباره النمو المعرفي يرتكز على تتابع المعلومات.

 

3- النظرية السلوكية:

يتزعم هذه النظرية باف لوف باعتباره واحدا من مؤسسيها ، في حين عمل كل من واطسن و سكينر على تطويرها ، فالتعلم بحسب هذه النظرية يكون بالمحاولة و الخطأ و التكرار ، التعلم الايجابي هو ذلك المقترن بالتعزيز و التحفيز بالمقابل التعلم السلبي هو المصحوب بالعقاب ، كما أن التعلم يتم من خلال العلاقة بين تجارب المتعلم و ما يحصل من تغيرات في استجاباته.

 

4- النظرية البنائية:

تسمى أيضا هذه النظرية بالتعلم بالموازنة ، يعتبر بياجيه مؤسسها ، فالتعلم هو قرين التجربة و ليس التلقين و الشحن كما أن الخطأ يعد شرطا للتعلم، و أن بناء المعرفة يكون من خلال الفهم و الاستيعاب ، و حسب هذه النظرية أيضا ، فإن التعلم يقتضي الانطلاق من الوضعية المشكلة التي تقود إلى إحداث خلخلة في توازن المتعلم و دفعه إلى تعبئة مواردها لإيجاد الحل.

 

5- النظرية السوسيو بنائية:

تسمى أيضا بنظرية التعلم الاجتماعي ، يعد فيكوتسكي و كليرمون من روادها ، فالتعلم حسب هذه النظرية يقوم على حدوث صراع معرفي ، و التعلم الذاتي يبقى خيارا استراتيجيا وفق النظرية ذلك أن المعارف تبنى اجتماعيا من طرف المتعلم نفسه.كما يتم التعلم بالأقران من خلال التفاعل مع المحيط من خلال التقليد و المحاكاة.

إن التعلم حسب هذه النظرية يحدث أيضا بتفاعل ثلاث و هي الظروف الاجتماعية للشخص و السلوك و المحيط. كما تتدخل في عملية التعلم الاجتماعي عوامل مرتبطة بالدافعية و الإنتاج و التخزين في الذاكرة ثم التركيز و الانتباه.

فالمتعلم حينما يواجه وضعية مشكلة فإنه يقع تحت ضغط داخلي ذاتي و آخر خارجي يتجلى في جماعة القسم، الأمر الذي يجعله يجيش موارده لإيجاد حل لها.

 

6- النظرية الجشطالتية:

يعد ماكس فيرتهايمر أحد روادها فيما طورها كل من كوفكا و كوهلر ، و تقوم هذه النظرية على الانطلاق من الكل إلى الجزء، الجشطالت يعد أساس نظري لتعلم القراءة ، فالمتعلم يجب أن يتعامل مع الوضعية و يستثمر السياق و المعطيات قبل الحل ، كما أن التعلم يقوم على الإدراك الذي يعمل على استقبال المعلومات و إعادة صياغتها و تنظيمها. و تدعو هذه النظرية أيضا إلى التعلم الذي يقوم على التركيز و التبصر الذي من شانه تجنب الوقوع في الخطأ.

 

7- نظرية الذكاءات المتعددة :

فقد كان السائد من قبل أن الشخص الذكي هو ذلك الذي يحل المسائل العلمية الرياضياتية المعقدة ، إلى أن جاء الأمريكي جاردنيير و دافع عن نظريته القائلة بوجود ذكاءات متعددة و من ذلك الذكاء اللغوي، الذكاء الشخصي، الذكاء  الحركي ، الذكاء الفضائي ، الذكاء الموسيقي، الذكاء المنطقي الرياضي .

كما نجد العالم تورندايك الذي قسم الذكاء إلى كل من الذكاء الاجتماعي من خلال القدرة على فهم أفراد المجتمع و التفاعل معهم ، ثم الذكاء الميكانيكي و ينطبق على ذلك الشخص ذي المهارات اليدوية و العملية ، ثم أيضا الذكاء المعنوي المرتبط باستعمال الرموز و المعاني الجديدة.

 

ثانيا: المرجعيات البيداغوجية للمقاربة بالكفايات

تتجلى هذه المرجعيات البيداغوجية في :

البيداغوجية الفارقية ، بيداغوجيا حل المشكلات، بيداغوجيا المشروع، بيداغوجيا الخطأ، بيداغوجيا التعاقد، بيداغوجيا اللعب.

 

1- البيداغوجية الفارقية:  

 و تسمى أيضا ببيداغوجيا المسارات و من روادها برزمسكي ، وهي تأخذ هذه بعين الاعتبار الفوارق الفردية بين المتعلمين ،حيث تتيح لهم التعلم وفق مساراتهم.

- مميزات البيداغوجية الفارقية:

تتسم هذه البيداغوجيا بكونها متنوعة ، تنشيطية، تجديدية ، كما تطبعها الفردانية و المرونة في تدبير الزمن و المضامين.

- شروط تذليل العمل بالبيداغوجية الفارقية:

  أن يتم العمل ضمن الفريق في إطار مجموعات إما حسب الحاجات آو حسب الاهتمام آو حسب المستوى، التشاور و الاستماع، تدبير الزمن.

 

2- بيداغوجيا الخطأ:  

يتخذ الخطأ أبعادا معينة منها : البعد البيداغوجي الذي يتجلى في إعطاء المتعلم  الفرصة لاكتشاف الخطأ و تصحيحه بنفسه، ثم البعد النفسي و يظهر في كون الخطأ هو بمثابة ترجمة للتمثلات، و أخير البعد الابستمولوجي من خلال الإيمان بكون التلميذ من حقه أن يخطئ كما يخطئ الآخرين.     

- مصادر الخطأ:

يأتي الخطأ إما من مصدر تعليمي ناجم عن الطريقة الغير السليمة التي ينهجها المدرس في تقديم الدرس و التي جعلت المتعلم يقع في الخطأ ، و إما من مصدر تعاقدي سببه عدم الوضوح و الإخلال بمبدأ التعاقد بين المدرس فيما سيتم تقديمه للمتعلم .ثم هناك مصدر ابستمولوجي سببه وجود صعوبة في فهم ما يتلقاه المتعلم، و أخيرا قد نجد مصدر الخطإ نمائي يتجلى في كون المتعلم يكون مطالبا بالقيام بمجهود يفوق قدرته الإدراكية و النمائية.

 

3- بيداغوجيا اللعب:  

تعد هذه البيداغوجيا من أيسر السبل لإيصال المعلومة للمتلقي ، و يتخذ اللعب البيداغوجي أشكالا متعددة منها :

اللعب التعاوني الذي ينمي روح التعاون بين المتعلمين، اللعب المبرمج و الذي يساعد على تنمية العقل و الفكر و المهارات التكنولوجية ثم اللعب التنافسي و الذي يربي في المتعلم روح المنافسة الشريفة بين المتعلمين في استيعاب المعلومة.  

 

4- بيداغوجيا حل المشكلات:  

تمكن المتعلم من حل مشكلة مرتبطة بالمحيط السوسيو ثقافي ومن الوضع المعيشي له.

و تنقسم الوضعية المشكلة إلى أنواع منها : الوضعية المشكلة التعليمية و توصف بكونه تكون في بداية الدرس ، ثم الوضعية المشكلة الإدماجية و تكون بعد إدماج وضعيات سالفة سبق إدماجها و أخيرا الوضعية المشكلة التقويمية و هي التي تكون بعد الدرس بهدف التحقق من حصول تعلمات معينة .