النهوض باللغة العربية وفق مستجدات المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي

النهوض باللغة العربية وفق مستجدات المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي


اللغة العربية وفق مستجدات  المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي

 

 

من العمليات الضرورية الرامية إلى تحسين آليات تدريس اللغة العربية وتعلمها وفق مقتضيات ومتطلبات المقاربة بالكفايات ، تكييف البرامج والتوجيهات الخاصة بمادة اللغة العربية للسنوات الست من التعليم الابتدائي مع مختلف البرامج التعليمية، ولتحقيق ذلك تم الأخذ في الاعتبار مجموعة متنوعة من العوامل، منها خصائص المتعلم في المرحلة الابتدائية، وطبيعة المادة، وطريقة تدريس مكوناتها، والرغبة في إكساب المتعلم المهارات اللغوية اللازمة لهذا المجال، كلها كان لها الأثر البالغ في المبادئ العامة التي اعتمدت لهذا الغرض.و من هذه المبادئ  التوجيهية نجد ما يلي:

* مبدأ التدرج والاستمرارية و يتضمن التدرج في بناء الكفايات و التدرج باعتباره اختيارا ديدكتيكيا ثم التدرج داخل المستوى الواحد ومن مستوى لآخر

*  مبدأ التكامل

* مبدأ الإضمار والتصريح

* مبدأ اعتماد المداخل الثالثة للمنهاج و من ذلك مدخل القيم؛ مدخل الكفايات؛ ثم مدخل التربية على الاختيار.

*  مبدأ التركيز على الكيف

* مبدأ التمركز حول المتعلم(ة)

* مبدأ الوحدات

* مبدأ نسقية اللغة

* مبدأ الانغماس اللغوي

* مبدأ التنويع البيداغوجي و الديدكتيكي

* مبدأ الملاءمة وإعطاء معنى للتعلمات

* مبدأ التقويم والدعم المنتظمين

* مبدأ التوليف من أجل الاستثمار

* مبدأ التفويض التدريجي للمسؤولية

 

الأهداف المتوخاة من المنهاج الدراسي

تنمية المهارات الشفهية:

هذا يدعو إلى اعتبار التواصل الشفهي (الاستماع والتحدث) هدفاً في حد ذاته على مستوى الفصول الدراسية والموضوعات المدروسة والوسيلة التعليمية المستخدمة في تدريسه. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لأنها كفاءة عرضية تستخدم في تدريس وتعلم غالبية المواد الدراسية الأخرى وأداة لغوية تدعم تعليم وتعلم المكونات المختلفة لمادة اللغة العربية. يتيح التواصل بين المدرس والمتعلمين والمتعلمات من جهة و بينهم هؤلاء أنفسهم من جهة أخرى ، مما يسمح باكتساب مجموعة متنوعة من المعارف والمفاهيم والقيم والاتجاهات والمهارات في تلك التخصصات، والتي تساعد جميعها على بناء القدرات الشفهية والتواصلية.

 

من أجل مساعدة المتعلمين على إتقان البنية اللغوية والأسلوبية وتطوير المهارات الوظيفية اللازمة لفهم الاستماع والإنتاج الشفهي. تم اعتماد استراتيجيات تأخذ بعين الاعتبار أهمية مهارات الاستماع والتحدث في تعليم اللغة وتعلمها، و تتجلى الاستراتيجيات فيما يلي :

* ضرورة تعزيز وتنويع مكونات الاستماع والتحدث من خلال استخدام النصوص والحكايات وسيناريوهات الاتصال التي تحتوي على معلومات ومهارات وقيم واتجاهات، مع مراعاة بيئة المتعلم واهتماماته ومراعاة ظروفه.

* أهمية التمييز بين قراءة وفهم النص المكتوب والتعبير الشفهي حول موضوع معين، وكذلك قراءة واستيعاب أنواع مختلفة من نصوص القراءة، وتوظيف أفعال الكلام المختلفة (التعريف بالنفس أو بالآخر، الإخبار، التعبير، الاعتذار، النهي، النصح، الطلب، مناقشة الآخرين، التبرير، الاعتراض...) أو تقنيات الإنتاج اللغوي الخاصة بأنواع الخطاب المستهدف (الإعلام، الوصف، الارشاد، التوضيح، الحكي، البراهين )

* إضفاء طابع شخصي على التواصل الشفهي باستخدام استراتيجيات تنظيمية وتربوية فريدة (عن طريق وضع عنصر الاستماع والتحدث في تدريس اللغة بعيدًا عن استراتيجيات تدريس مكون اللغة الأخرى).

* الاهتمام بتعليم المتعلمين والمتعلمات أساليب واستراتيجيات التواصل الشفهي، بما في ذلك: ممارسة الاستماع، وتغيير أنماط وأشكال الكلام، وتنويع الأساليب التربوية، ومنح المتعلم الاستقلالية تدريجياً في التعامل مع المواقف الشفهية.

* تمكين المتعلم من تعلم كيفية إعادة صياغة النصوص السردية أو الإعلامية أو الوصفية أو التوجيهية أو الجدلية بطريقة أخرى في ظل ضوابط وشروط معينة.

* تدريبه على التقييم الذاتي لإنتاجه الشفهي والتأكد من مطابقته للمواصفات والشروط اللازمة.

* تمكينه من تعلم أساليب تطوير إنتاجه على أساس التقييم والتشخيص الذاتي أو المتبادل.

 

تنمية مهارات القراءة:

أولا . أهمية القراءة و دورها في حياة الانسان.

إن الاستثمار في ما يُقرأ، وتفحصه، وتذوقه، وإبداء الرأي حوله، كلها أجزاء من عملية التفكير المعقدة التي تدخل في القراءة. تتضمن هذه العملية فك رموز الرموز المكتوبة (الكلمات والجمل والنصوص) وفهم معانيها الصريحة والضمنية.

يعد تعليم القراءة واكتسابها جانبين حاسمين في حياة الإنسان لأنهما:

- أداة لتوسيع الخبرة الأدبية.

- وسيلة للتعلم والحصول على العلوم والمعارف العديدة التي يحتاجها مجتمع المعرفة.

- عنصر حاسم في تطوير المعرفة في التخصصات العلمية والاجتماعية والفنية التي تدرس باللغة العربية.

- أساس للنجاح الأكاديمي وطريقة لقياس مدى تعليم الأطفال في المستقبل


ثانيا. الإطار النظري لتعليم القراءة واكتسابها.

شهد مجال تعليم القراءة المبكرة ظهور اتجاه عام في السنوات الأخيرة يعتمد على نظرية تؤكد على مكونات قراءة معينة ومنهجيات تدريسها في السنوات الأولى لمساعدة المتعلمين والمتعلمات على تطوير مهارات القراءة لديهم بشكل فعال.

المكونات تشمل:

-  الوعي الصوتي.

-  المبدأ الألفبائي.

-  الطلاقة في القراءة.

-  اكتساب المفردات.

-  الفهم القرائي.

 

تنمية المهارات الكتابية:

يسعى برنامج اللغة العربية إلى تطوير قدرات المتعلم الكتابية تدريجياً من خلال جعله يمارس شكلين مختلفين من الكتابة:

 -  النقل والخط والإملاء والتطبيقات الكتابية.

 -  التعبير الكتابي.

 

آليات تعلم اللغة العربية

أولا. التكيف مع أنماط الكلام أثناء تعلم اللغة.

يتم استخدام أنواع مختلفة من الخطابات - الخطاب السردي والإعلامي والوصفي والتوضيحي والجدلي - لضمان الجانب الوظيفي لتعلم اللغة العربية. دون تجاهل الحاجة إلى دعم الهياكل والإجراءات اللغوية القائمة.

 

ثانيا. دراسة اللغات في سياقات دالة.

وفقاً لمفهوم وظيفة اللغة في الحياة اليومية للمتعلم، فقد تم اعتماد ستة مجالات لكل عام دراسي على أساس أنها سياقات المعرفية والتواصلية والاجتماعية التي يتم من خلالها تصريف المكتسبات اللغوية والتعليمية. في كل عام دراسي، يتم تجميع وتنظيم هذه المجالات الدراسية وفقًا لكيفية ارتباطها بالنمو الاجتماعي والعاطفي والعقلي للمتعلم (المتعلمين)، ووفقاً للامتداد الميداني، من المنزل باعتباره المؤسسة المجتمعية الرئيسية للمتعلم (المتعلمين)، إلى العالمية والعالمية كامتداد إنساني مستهدف نهائي، مروراً بالبيئة التعليمية و البيئات الوطنية والمحلية والإقليمية والمحلية.

 

دور الاستاذ و التلميذ في تدريس مادة اللغة العربية.

إن أحد المتطلبات الأساسية لتطبيق جميع المنهجيات المعتمدة في تدريس وحدة اللغة العربية هو تحديد دور كل من المعلم والتلميذ في إعداد وإنجاز العمل، ومتابعته واحترام تسلسله وضبط مواعيده وحصصه، وفي تقييمه من خلال المراقبة المستمرة، ومن خلال التصحيح والتوجيه من قبل المعلم، ومن خلال حضور دائم من التلميذ، وتحمله مسؤولية إعادة النظر في الأعمال المنجزة.


 أ- دور الأستاذ:

ومن هنا، يمكن أن يتحول دور الأستاذ من دور إشعاري تبليغي استبدادي إلى دور منظّم، تقتصر مجالات نشاطه على ما يلي:
أولا: تنظيم الأنشطة على مستوى يتضمن المستويات التالية:
* تنظيف البيئة التعليمية:

استخدام كل الإمكانيات الطبيعية والثقافية فيها، وتوظيفها في الأنشطة المقترحة. ويتم ذلك في مرحلتين.
مرحلة الضبط العام هي مرحلة يتساءل فيها الأستاذ عن كيفية استغلال البيانات المحيطة لمساعدته في تنفيذ البرنامج اللغوي، وإلى أي مدى يتوافق البرنامج مع البيئة المحلية للطالب. وتعتبر مرحلة الضبط الخاص، حيث يتطلب من الأستاذ التفكير المستمر في كيفية إتمام كل وحدة من البرنامج بشكل يضمن استفادة من إمكانيات البيئة المحلية.
تنظيم الحصة الزمنية يعتمد على نوعية تنظيم البرنامج الداخلي، حيث يتميز برنامج اللغة العربية بتسلسل حلقاته التي تدعم بعضها البعض بشكل متسلسل. لكن ضبط الحصة الزمنية لا يعني تنظيماً ميكانيكياً، حيث تتم العمليات بشكل عضوي وتتكامل بسلاسة، ويكتمل كل جزء من الآخر بشكل متدفق.

* ضبط عمل المتعلم:

يتم النظر فيه من ثلاثة جوانب:

فيما يتعلق بالإعداد، والتي تشمل تقدير البيانات المتاحة وتقدير ما يمكن تحقيقه خلال الحصة المخصصة، وتحديد العمليات التي يجب القيام بها وإعداد الوسائل المناسبة لذلك. وعند تقديم الدرس، يتحدد دور الأستاذ في تحفيز التلاميذ وتقديم الإطار الطبيعي للتعلم وترك المجال لهم لاكتشاف الظواهر بأنفسهم. وفي النهاية، يكون دوره هو تعزيز التعبير والإبداع لدى التلاميذ ودمجهم في البيئة اللغوية بتمامها.



ب- دور المتعلم:

إحدى مبادئ الطرق التعليمية المتعددة، هو تشجيع مشاركة التلميذ بشكل فعال في تنفيذ كل مرحلة من مراحل الدروس، بدءًا من التحضير مرورا بالعرض والتنفيذ ووصولا إلى التقييم.
بالنسبة للإعداد: يجب على التلميذ بمجرد تقديم موضوع الدرس له، أن يقوم بالمشاهدة والملاحظة، ويطور هذه القدرة عن طريق استكشاف ما حوله من بيئته ومحيطه والاستفادة من الوسائل التكنولوجية، وأن يختبر قدرته على التغيير والتطوير. عندما يتم تكليفه بفتح ملف خاص بالموضوع، يجب أن يكون الهدف من ذلك الاستفادة من المعرفة المكتسبة من البحث والقراءة وتسجيل الملاحظات، وكتابة فقرات ونصوص، والتعاون مع الزملاء في إعداد تقارير وقصص ومسرحيات. إن الدرس هو شراكة متعددة الأطراف بين التلميذ والمدرس يساهم كلاهما في إعداده.

من حيت التقديم:
تظهر كفاءة هذه الشراكة بين التلميذ والمدرس في عملية تقديم دروس اللغة، فبينما يتوجب على المدرس رسم مجال العمل ووضع الخطة وتقديم المعلومات بشكل تدريجي، يتوجب على التلميذ المشاركة بشكل فعال، باستخدام عقله في متابعة الأحداث وملاحظتها وطرح أسئلة حول كل مايراه ويلاحظه، والتعبير الشفوي عن المواقف المعينة واستخدام المعرفة التي يمتلكها، والبحث عن تطويرها بشكل مستمر.


من حيت التقويم:
يتم التركيز على إتاحة الفرصة للمتعلم ليراقب عمله بنفسه، حيث لا يقوم الأستاذ بإجراء أعمال التلميذ بدلاً منه. يقوم الأستاذ بمتابعة أخطاءه وتحديدها باللون الأحمر، مع اعتبار تلك الأخطاء مخالفات تستدعي العقاب أو النقد. وبما أن التلميذ يتعلم من أخطائه ويمكنه الارتقاء من خلالها، يتم منحه فرصة لتصحيح الأخطاء والانتقال إلى المستوى التالي. وبالتالي، يتحمل الطالب مسؤولية عمله، حيث يقوم بتصحيحه ويعود إلى الأستاذ لاستخدامه كمرجع للحصول على النموذج الصحيح.